نظمت هيئة البيئة – أبوظبي اليوم الثلاثاء عرضاً في سينما فوكس في ياس مول لفيلمها الوثائقي الجديد "الحياة الفطرية في أبوظبي: سلاحف الظفرة"، الذي يستعرض الجهود الرائدة لفريقها المتخصص في دراسة السلاحف في الخليج العربي، والذي يعتبر أعلى بحار العالم في مستويات درجات الحرارة والمعروف أيضًا باسم مختبر تغير المناخ العالمي

أبوظبي، 26 يناير 2020: نظمت هيئة البيئة – أبوظبي اليوم الثلاثاء عرضاً في سينما فوكس في ياس مول لفيلمها الوثائقي الجديد "الحياة الفطرية في أبوظبي: سلاحف الظفرة"، الذي يستعرض الجهود الرائدة لفريقها المتخصص في دراسة السلاحف في الخليج العربي، والذي يعتبر أعلى بحار العالم في مستويات درجات الحرارة والمعروف أيضًا باسم مختبر تغير المناخ العالمي. 

تعتبر أبوظبي موطناً لنوعين من سبعة أنواع من السلاحف الموجودة على كوكب الأرض- وكلاهما مهدد بالانقراض- وهما سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء. ويواصل فريق عمل الهيئة جهود حماية السلاحف البحرية منذ تأسيسه قبل 25 عاماً في إطار جهود الهيئة للحفاظ على التنوع البيولوجي والأنواع المهددة بالانقراض في إمارة أبوظبي. 

تحتضن مياه أبوظبي البحرية ما يقدر بنحو 5500 سلحفاة بحرية، بما في ذلك 1500 سلحفاة منقار الصقر، والتي تعشش في الجزر البحرية الواقعة في مياه منطقة الظفرة، و3500 سلحفاة خضراء تتغذى على الأعشاب البحرية في مياه أبوظبي، وبشكل أساسي في محمية مروح للمحيط الحيوي. وتشير جهود المراقبة التي تقوم بها الهيئة، أن هناك أكثر من 150 عش سنوياً لسلحفاة منقار الصقر في الجزر والساحل الرئيسي للإمارة وأغلب الأعشاش تتواجد في المحميات البحرية الستة التي تشكل جزءا من شبكة زايد للمحميات الطبيعية، والتي تضم 19 محمية برية وبحرية.

ومن خلال التعاون مع جمعية الامارات للطبيعة، نجحت الهيئة بوضع أجهزة تتبع على 36 سلحفاة خضراء التي لا تعشش في مياه الإمارة، لتعقبهم إلى مناطق التعشيش، فقد كشفت هذه الدراسة عن مسار رحلتهم من مناطق التغذية في جزيرة بوطينة في أبوظبي إلى مناطق التعشيش في سلطنة عُمان، ومن ثم عودتهم إلى موطنهم في جزيرة بوطينة. وقد أطلقت الهيئة على سلحفاتين منهم اسم قيمتين من قيم الشيخ زايد – طيب الله ثراه - "الحكمة" و "الاحترام"، حيث عبروا أكثر من 10,000 كم، من مياه إمارة أبوظبي مروراً بدولتين (باكستان وايران) قبل الوصول إلى سلطنة عُمان للتعشيش، ومن ثم العودة إلى بوطينة. ومنذ عام 2005، بدأت الهيئة مع شركائها بإنقاذ السلاحف البحرية وإعادة تأهيلها، حيث تم إنقاذ أكثر من 700 سلحفاة في مياه إمارة أبوظبي وإعادتهم إلى البحر.

ويعد تواجد السلاحف مؤشراً كبيراً يعكس حالة البيئة البحرية. ولهذا تقوم هيئة البيئة وشركاؤها بدراسة ومراقبة هذه الأنواع المهددة بالانقراض منذ عام 1999. وقد ساعدت المعلومات التي تم جمعها منذ ذلك الوقت في تحديد المناطق الهامة لتغذية هذه السلاحف بهدف حمايتها والحفاظ عليها. ويعد إنتاج الفيلم الوثائقي خطوة نحو جمع البيانات المهمة التي ستكون بمثابة خط الأساس الرئيسي لتطوير المشاريع والمبادرات للحفاظ على هذه السلاحف المهددة بالانقراض.

استغرق تصوير الفيلم الوثائقي حوالي عامين، وغطى موسمين لتعشيش السلاحف، حيث يأخذ المشاهدين في رحلة مدهشة وممتعة توثق جهود فريق الهيئة لمراقبة سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء. ولأن سلاحف منقار الصقر غالباً ما تعشش في الجزر البحرية، يتجه فريق الهيئة إليها خلال موسم التعشيش بين شهري مارس ويونيو، حيث يقوم الفريق بوضع العلامات على أعشاشها بمجرد أن تعشش السلاحف أثناء الليل. وبعد ستة أسابيع، عندما يحين موعد فقس البيض بين شهري يونيو وأغسطس، يقوم الفريق بمراقبة ومتابعة حجم ووزن الفراخ، وإن لزم يساعدها في رحلتها من الشاطئ إلى البحر. وبمجرد انتهاء موسم التعشيش، يعود الفريق بعدها إلى الجزر ليحسب عدد البيض الذي فقس في كل عش.

كما يتتبع الفيلم الوثائقي الفريق أثناء تنقلهم عبر شواطئ الظفرة الجميلة، ليرصد قيامهم بإجراء البحوث العلمية حول نوعي السلاحف الموجودة في أبوظبي، بما في ذلك رسم خرائط لحركة السلاحف الخضراء لأول مرة في المنطقة. كما يوضح الفيلم كيفية استجابة الهيئة للمخاطر الرئيسية التي تهدد السلاحف البحرية مثل التغير المناخي، والمواد البلاستيكية، ومعدات الصيد المهجورة، والخطوات اللازمة للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة. كما يوضح الفيلم الوثائقي كيف يمكن للجمهور أن يكون جزءًا من الحل، وكيف يمكنه المساهمة بحماية السلاحف البحرية.
قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: "على الرغم من كونه تحدياً، حيث تم تصوير بعض الأجزاء خلال ذروة فصل الصيف، إلا أن فيلم "الحياة الفطرية في أبوظبي: سلاحف الظفرة"، كان تجربة لا تُنسى للغاية. فمن خلال هذا الفيلم نقدم للجمهور نماذج من الجهود البحثية التي يقوم بها فريقنا حول السلاحف الموجودة في مياه أبوظبي.  وستساعد البيانات التي تم جمعها خلال مرحلة إعداد الفيلم في دفع جهودنا إلى الأمام، لا سيما في الحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض - والتي تأتي ضمن أحد أهم الأولويات التي تسعى الهيئة جاهدة لتحقيقها والتي تأتي ضمن الاستراتيجية المتكاملة التي وضعتها للحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارته بشكل مستدام من خلال وضع برامج الحماية والمحافظة على الأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض وإدارة المحميات الطبيعية والحفاظ على البيئات الطبيعية.

وأضاف سعادتها: "ومن خلال هذا الفريق المتمرس والمتخصص بحماية البيئة، يسعدنا أن نكون قادرين على الكشف عن السلاحف البحرية التي تحتضنها إمارة أبوظبي في بيئتها الطبيعية - من وقت وضع البيض، إلى وقت الفقس، وكيف تبدأ صغار السلاحف رحلتها من على الشاطئ لأول مرة إلى حين تصبح سلاحف بالغة. نحن متحمسون وفخورون حقًا بمشاركة هذا الفيلم مع الجميع".

وأضافت سعادتها: "لقد سمح لنا هذا الفيلم الوثائقي بتسليط الضوء على بعض أبرز التهديدات الرئيسية التي تواجه سلاحفنا البحرية بما في ذلك آثار التغير المناخي، والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ومعدات الصيد المهجورة، والتي تأكد على أهمية تغيير سلوكنا والعمل معاً كمجتمع واحد لحمايتها ولمنح سلاحفنا فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة في المستقبل. ويشمل ذلك الحد من كمية البلاستيك المستخدم لمرة واحدة، والحد من النفايات التي تدخل إلى بيئتنا البحرية، والتي يمكن أن تسبب الضرر للسلاحف".

ويعتبر هذا الفيلم الوثائقي الرابع الذي تنتجه هيئة البيئة - أبوظبي في السنوات الأربع الماضية – حيث أنتجت الهيئة مؤخرا فيلم "فريق زايد يضيء القطب الجنوبي" الذي يوثق رحلة استكشاف قام بها فريق من الهيئة إلى القارة القطبية الجنوبية في عام زايد؛ وفيلم "العودة إلى البرية" الذي يحكي قصة إعادة توطين المها الإفريقي (أبو حراب(، إلى موطنهم الأصلي في تشاد ؛ وفيلم "بحرنا تراثنا" الذي يستعرض حالة مصائد الأسماك في دولة الإمارات العربية المتحدة، وخطة الحماية والتعافي طويلة الأمد لمصايد الأسماك.

 
X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق