أبوظبي، 27 فبراير، 2023: أكدت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي على أهمية الابتكارات والتقنيات الحديثة في تعزيز الجهود التي تبذلها الهيئة للبحث عن حلول مجدية ومستدامة لمواجهة التحديات البيئية، مشيرة إلى أن الابتكار يعتبر عنصراً مهماً للغاية في مواجهة هذه التحديات، ووضع استراتيجيات وخطط لتحقيق النمو المستدام.

وبمناسبة شهر الإمارات للابتكار قالت سعادتها" يأتي شهر الابتكار كل عام ليؤكد على اهتمام قيادتنا الرشيدة ببناء مجتمعالابتكاروالإبداع في دولة الإمارات، الأمر الذي ساهم في إيجاد نهج واضح للمستقبل، وأسلوب محدد نستلهم منه لمواجهة التحديات البيئية، التي تواجهنا في ظل محدودية ثرواتنا ومواردنا الطبيعية. ويتزامن شهر الابتكار لهذا العام مع عام الاستدامة والذي يؤكد على أهمية الابتكار في تعزيز الدور الذي نقوم به لحماية البيئة ومواردها الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة ".

وقالت سعادتها "نحن بهيئة البيئة ملتزمون منذ بداياتنا بنشر ثقافة الابتكار لإثراء العمل البيئي، وتحفيز طرح مبادرات بيئية مبتكرة قدمت حلولاً ناجحةً للتصدي للتحديات البيئية. وقد مكننا هذا النهج من أداء دورنا بفاعلية وكفاءة من خلال توظيف أحدث التقنيات وأفضلها، وإجراء أبحاث ودراسات شاملة لفهم التنوع البيولوجي، ورصد النظم البيئية، والأنواع والمؤشرات البيئية معتمدين على أفضل العلوم والتقنيات الحديثة والحلول المبتكرة والمهارات الفنية".

تعمل الهيئة وفق منهجية محددة للذكاء الاصطناعي، التي تعد جزءاً من أهدافها الرئيسية الطموحة لتحقيق الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع نواحي عملها، لتحسين عملية اتخاذ القرار، وخلق طرق عمل أكثر ذكاءً وفعالية، تدرك الهيئة أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصاً واسعة النطاق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، حيث يعد علم البيانات والتحليلات من الأدوات الحيوية لمراقبة البيئة وإدارتها. ومن خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن للهيئة إنتاج بيانات دقيقة للغاية وموجزة يمكن استخدامها على نطاق أوسع، لتطوير السياسات والمشاريع ذات الصلة لحماية البيئة والحفاظ عليها بشكل أفضل.

كما يتم دعم منهجية الهيئة للذكاء الاصطناعي من خلال اعتماد أحدث التقنيات، وتحديث بنيتها التحتية واستخدام أدوات البحث المتقدمة. علاوة على ذلك، نظراً لأن الهيئة تمتلك أرشيفاً ثرياً للبيانات البيئية يمتد على مدار 25 عاماً، يمكن استخدام تحليلات البيانات التي يقودها الذكاء الاصطناعي لربط البيانات، وتحديد الاتجاهات، واستخراج قيمة أكبر بشكل ملحوظ لوضع الخطط والمبادرات المستقبلية.

ويشار إلى أن مبادرات الهيئة المبتكرة انطلقت في عام 1996 مع إدخال الهيئة نظم المعلومات الجغرافية في مشاريعها، وفي عام 1998 بدأت باستخدام أجهزة التتبع عن بعد عبر الأقمار الصناعية لمراقبة سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء، وفي عام 2000، قامت بإنشاء أول قاعدة بيانات بيئية على مستوى إمارة أبوظبي. وبدأت في عام 2005 باستخدام تقنية الأقمار الصناعية لمراقبة الطيور المهاجرة. وفي عام 2007، واستخدام تقنية "الجي اس ام" لمراقبة وتتبع المها العربي في محمية ام الزمول، كما أطلقت مشروع أبوظبي لاستزراع لؤلؤ عالي الجودة ينتج اليوم ما بين 80 ألف إلى مليون محارة سنوياً. وفي نفس العام بدأت الهيئة بتشغيل شبكات مراقبة جودة الهواء، التي توفر صورة دقيقة لنوعية الهواء مع القدرة على مقارنة البيانات والمعلومات بأعلى المؤشرات والمعايير الدولية.

وفي عام 2009، تم الانتهاء من بناء أكبر خزان استراتيجي للمياه على مستوى العالم بأحدث التقنيات التكنولوجية في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع شركاء الهيئة الاستراتيجيين. وفي عام 2015 انتهت الهيئة من بناء أول مركز للزراعة الملحية على مستوى إمارة أبوظبي، ليساهم في الأمن الغذائي بالتعاون مع شركائها، كما قامت باستخدام تقنية الليزيمتر لتحديد احتياجات أشجار الأراك للمياه، مما أدى إلى تقليل 35% من كمية المياه المستخدمة في ري الغابات بالإمارة. وساعدت هذه التقنية على زراعة بدائل لمحاصيل أكثر إنتاجية وأكثر كفاءة في استخدام المياه.

وفي عام 2016، قامت الهيئة ببناء أول مركز للتحلية بالطاقة الشمسية على المستوى الإقليمي بالتعاون مع شركائها، وفي عام 2017، قامت بتشكيل أول فريق للابتكار واستشراف المستقبل في الهيئة. وشهد عام 2020 إطلاق العديد من المبادرات المبتكرة حيث تم اعتماد أول منهجية للهيئة للابتكار واستشراف المستقبل، كما تم إطلاق أول مرصد بيئي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأول منهجية للمسرّعات البيئية على مستوى إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى إطلاق النسخة المحدثة من نظام الاقتراحات في الهيئة "بوابة الابتكار". وفي هذا العام اختار مركز الشيخ محمد بن راشد للابتكار مشروع "أداة أبحاث أبقار البحر" التي ابتكرتها الهيئة مع شركائها كأحد أبرز المشاريع الابتكارية لعام 2020.

ونجحت الهيئة في 2021، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم جودة التربة، واختار مركز الشيخ محمد بن راشد للابتكار مشروع "تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المستخدمة لتشغيل أكبر مشروع في العالم لتخزين مياه التحلية في الخزان الجوفي للاستخدام أثناء طوارئ المياه" كأحد أبرز المشاريع الابتكارية على مستوى دولة الإمارات لعام 2021.

وتعمل الهيئة بالتعاون مع شركة إنجي وشركة دستنز ايمجري على تنفيذ مشروع الكربون الأزرق، الذي يهدف لزراعة 1.1 مليون بذرة من القرم، باستخدام الطائرات بدون طيار للحفاظ على أشجار القرم في الإمارة. وقد تم اختيار هذا المشروع من قبل تحالف UpLink، منصة الابتكار المفتوحة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، ضمن أفضل 12 ابتكاراً توفر حلولاً للتحديات التي تواجه المحيطات.

كما أطلقت الهيئة خلال عام 2022 تطبيق "بادر" المبتكر لتعزيز ممارسات الحفاظ على البيئة وتحقيق مستقبل أكثر استدامة، وهو تطبيق مجاني صديق للبيئة، ومصمم لتغيير السلوكيات البيئية لسكان أبوظبي من مواطنين ومقيمين، وتحفيزهم ليكونوا قادة مسيرة التحول الإيجابي.

كذلك أطلقت الهيئة مؤخراً نظامها الإلكتروني الجديد للتفتيش والامتثال البيئي "التزام"، الذي يمنح مفتشو الهيئة المرونة لتقييم المرافق والمشاريع بناءً على الأنشطة والعمليات التشغيلية الفعلية الموجودة في الموقع، بدلاً من حصرها بما هو مذكور في الترخيص البيئي، الأمر الذي يتيح لهم تغطية أكثر شمولية لأي ضرر بيئي محتمل.

 
X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق