نظمت هيئة البيئة – أبوظبي اليوم الثلاثاء عرضاً في سينما فوكس في ياس مول لفيلمها الوثائقي الجديد "الحياة الفطرية في أبوظبي: سلاحف الظفرة"، الذي يستعرض الجهود الرائدة لفريقها المتخصص في دراسة السلاحف في الخليج العربي، والذي يعتبر أعلى بحار العالم في مستويات درجات الحرارة والمعروف أيضًا باسم مختبر تغير المناخ العالمي
أبوظبي، 21 ديسمبر 2023: عقدت اللجنة التنسيقية لصون المها العربي اجتماعها السابع في أبوظبي برئاسة هيئة البيئة – أبوظبي لمناقشة سبل تعزيز التعاون الإقليمي المشترك بين دول الانتشار لتحقيق أهداف المبادرة الإقليمية لحماية المها العربي والمحافظة على بيئاتها ومواطنها الطبيعية.
وتضمّ اللجنة التنسيقية لحماية المها العربي، والتي تترأسها هيئة البيئة – أبوظبي، ممثلين عن عدد من دول انتشار المها العربي في منطقة شبه الجزيرة العربية والتي تعمل على تكثيف وتنسيق الجهود لحماية حيوانات المها العربي التي تمتد مناطق انتشارها الجغرافي من سوريا إلى الحدود اليمنية العُمانية مرورًا بدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
تم خلال الاجتماع استعراض الجهود المشتركة التي تبذلها الأمانة العامة لصون المها العربي، وهي مبادرة إقليمية أُنشئت في سنة 2001 وتُعنى بتنسيق جهود اللجنة التنسيقية ودعم كافة المبادرات الرامية إلى الحفاظ على المها العربي بالتوافق مع المعايير الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها دول المنطقة لحماية المها الها العربي واستدامة أعدادها.
كما تم في الاجتماع استعراض خطة العمل الإستراتيجية للأمانة العامة لصون المها العربي (2022 - 2026) والتي تضمنت أولويات صون المها العربي على المستويين الوطني والإقليمي والبرامج والفعاليات التي ينبغي التركيز عليها للارتقاء بجهود الصون الإقليمية إلى المستويات العالمية، فضلاً عن مناقشة التحديات الوطنية والإقليمية لجهود صون المها العربي والحلول المُقترحة لها والخيارات الوطنية لدعم برامج ومبادرات الأمانة العامة لصون المها العربي. حيث سجلت أحدث المسوحات التي أجرتها الأمانة العامة لصون المها العربي في سنة 2023 وجود أكثر من 10,000 رأس من المها العربي في دول الانتشار، منها 8,000 رأس موجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذه الأعداد من مجموعات المها العربي بالمنطقة تتطلب تعزيز التنسيق الإقليمي بين دول الانتشار لتحديد أولويات وإجراءات إدارة هذه المجموعات وفق أفضل الممارسات العلمية والعالمية في مجال الحفاظ على الأنواع البرية.
وخلال كلمته الافتتاحية ركز سعادة أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي على أهمية التعاون الإقليمي المشترك بين دول الانتشار بالمنطقة ومبادرات زيادة أعداد المها العربي في مناطق انتشارها التاريخية من شبه الجزيرة العربية، وقد تكللت بالنجاح الفريد من نوعه في عام 2011، حيث حقق المها العربي إنجازًا قياسياً وتاريخياً كأول نوع من الحيوانات البرية يتم تحسين حالة التهديد الخاصة به من "منقرض" إلى "معرض للخطر" على مقياس التهديد لفئات القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة." ويأتي هذا النجاح الكبير تتويجًا لجهود إعادة توطين المها العربي في دول المنطقة والتي أسهمت في تعزيز أعداده والحفاظ عليه من الانقراض.
كما سلط الهاشمي الضوء على مشروع الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي الذي أنطلق في عام 2007 بدعم وإشراف مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة - حفظه الله. والذي تُشرف على تنفيذه هيئة البيئة-أبوظبي، ويهدف إلى إطلاق المها العربي في بيئاتها الطبيعية عبر مناطق انتشارها التاريخية وتكوين قطعان متنامية مستدامة قادرة على الاعتماد على ذاتها، والتجول بحرية في مواطنها الطبيعية في ظل إدارة فعالة وخطة حماية طويلة الأمد.
وأشار الهاشمي إلى أن الهيئة وضعت في هذا المشروع خلاصة خبرتها في مجال حماية وإكثار الحيوانات البرية، إضافة إلى الدروس المستفادة من عمليات إعادة التوطين التي قامت بها الهيئة في داخل دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد أنه ومن خلال تعاون جميع دول الانتشار، ومن خلال تنفيذ خطة العمل الإستراتيجية للأمانة العامة لصون المها العربي (2022 - 2026 )، فسوف تتوفر لنا الأدوات اللازمة لتحقيق هدفنا المتمثل بإعادة توطين مجموعات من المها العربي في المناطق التي انقرضت منها في الماضي".
وأشاد الهاشمي بالدور الذي تقوم به اللجنة التنسيقية لصون المها العربي والذي جاء إنشاؤها إدراكاً للتحديات المختلفة التي تواجهها دول الانتشار في إكثار وإعادة توطين المها العربي، وكأحد الخطوات المهمة التي اتخذتها دول المنطقة والتي تعمل منذ تأسيسها على تنسيق جهود المحافظة على المها العربي بهدف إكثارها بشكل قطعان طليقة مستدامة في مواطن انتشارها الطبيعية بشبه الجزيرة العربية.
وسلط الهاشمي الضوء على الدور الذي قامت به الأمانة العامة لصون المها العربي لتنفيذ خطة العمل الاستراتيجية 2015 - 2019، والتي حققت العديد من أهدافها والمتمثلة بشكل رئيسي في تبادل المعلومات وتعزيز القدرات الفنية للعاملين بمختلف مستويات الوظيفية بهدف الارتقاء بمهاراتهم وخبراتهم إلى المستويات العالمية.
وتم خلال الاجتماع كذلك الإعلان عن إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد للأمانة العامة www.arabianoryx.org والذي يهدف لإرساء وتعزيز التواصل المستمر مع الجهات المعنية بصون المها العربي بدول الانتشار وغيرها من المنظمات البيئية الدولية. ويتميز الموقع الجديد بأحدث البيانات والمعلومات والتقارير والتي مصدرها المؤسسات المعنية بصون المها العربي في دول الانتشار ويحتوي الموقع على إصدارات ومنشورات الأمانة العامة لصون المها العربي، والتي تُسهم في بناء القدرات والكفاءات الفنية في مجال صون وإدارة مجموعات المها العربي والارتقاء بها إلى أفضل الممارسات العالمية.
وتُعد الأمانة العامة لصون المها العربي المنصة الإقليمية الرئيسة للحصول على المعلومات الدقيقة بشأن جهود صون المها العربي في دول الانتشار، بالإضافة إلى كونها محطة حاضنة لاستقبال استفسارات وأسئلة الزوار والباحثين المهتمين بصون المها العربي والاسهام في تعزيز التوعية البيئية على المستوى الإقليمي بشأن صون المها العربي، ومبادرات الإكثار، وإعادة التوطين والإطلاق.
كما تم خلال الاجتماع مناقشة مقترح المعايير والشروط العامة لاختيار المنسق الوطني للأمانة العامة لصون المها العربي في دول الانتشار، وتحديد واجباتهم وأدوارهم الإقليمية بما يخدم الجانب التنفيذي لخطة العمل الإستراتيجية للأمانة العامة لصون المها العربي (2022 – 2026).