أبوظبي، 19 يونيو 2023: حصلت هيئة البيئة – أبوظبي مؤخراً على جائزة أفضل هيئة بيئية إقليمية في الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2023، وذلك ضمن جوائز الاستدامة الذي تطلقها كابيتال فاينانس إنترناشيونال ((CFI. وقد تم تكريم الهيئة لجهودها المتميزة والمشاريع المحلية والإقليمية الهامة والرائدة التي تنفذها في مجال الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي. وتعتبر الهيئة أول مؤسسة بيئية في الشرق الأوسط تفوز بهذه الجائزة منذ إطلاقها في عام 2012.
وقد تم تكريم الهيئة، التي تعتبر أكبر سلطة بيئية مختصة في الشرق الأوسط، لإنجازها سلسلة من المشاريع الرائدة، بما في ذلك إعادة توطين الأنواع، واستعادة النظم البحرية، ومراقبة جودة الهواء والمياه البحرية، والإجراءات المتعلقة بمواجهة تغير المناخ، وإدارة المياه الجوفية والتربة، فضلا عن إجراء البحوث العلمية وتنفيذ عدد من برامج التوعية التي حازت على اعتراف وتقدير عالمي، بالإضافة إلى إشراك الشباب وتمكينهم وتزويدهم بالمعارف والخبرات للمساهمة في الجهود المبذولة لحماية البيئة.
تضمنت العوامل الأخرى التي أهلّت الهيئة للفوز بالجائزة توليها مهمة إصدار التصاريح والتراخيص البيئية، وجهودها المبذولة للتأكد من الالتزام بتطبيق الإجراءات اللازمة لحماية البيئة، واتباع الشروط البيئية في المنشآت الصناعية والتجارية ومشاريع تطوير البنية التحتية، وجميع الأنشطة والعمليات التشغيلية ذات الصلة، وضمان تنفيذ القوانين واللوائح البيئية المعمول بها، بما يتوافق مع شروط الترخيص البيئي وأفضل الممارسات العالمية، والتي ساهمت بزيادة نسبة الامتثال البيئي في القطاع الصناعي.
وبهذه المناسبة قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: "لقد عملنا بجد في هيئة البيئة - أبوظبي على مدى العقود القليلة الماضية لتحقيق مكانتنا كجهة تنظيمية بيئية رائدة في المنطقة. وفوزنا بجائزة كابيتال فاينانس إنترناشيونال يعني أن ما نقوم به تجاوز حدود دولة الإمارات العربية المتحدة وتردد صداه في جميع أنحاء العالم. سعدنا بهذا التكريم، وسنحرص دائماً على أن نكون مصدر إلهام لتحقيق المزيد من النجاحات، الاستمرار في ترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة عالمياً في مجال الاستدامة والحفاظ على البيئة."
وقال جان مان مدير الجوائز بكابيتال فاينانس إنترناشيونال: "الاستدامة البيئية ليست بعيدة عن تطلعات كابيتال فاينانس إنترناشيونال. تم تكريم هيئة البيئة - أبوظبي من قِبل لجنة الجوائز لدينا كنموذج رئيسي للعمل الإيجابي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد أشادت اللجنة بالإنجازات الهامة والمستمرة التي تحققها الهيئة للحفاظ على البيئة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة".
ومن الأمثلة على المشاريع الإقليمية التي أطلقتها هيئة البيئة - أبوظبي، مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية، الذي يعتبر أكبر مشروع من نوعه في المنطقة، حيث يهدف إلى استزراع مليون مستعمرة من الشعاب المرجانية، و ،هذا بالإضافة لزراعة مليون بذرة من أشجار القرم في أبوظبي للتخفيف من آثار تغير المناخ، وتشغيل سفينة الأبحاث الأكثر تقدماً في الشرق الأوسط لإجراء البحوث البحرية في منطقة الخليج العربي والتي نفذت خلال رحلتها من إسبانيا إلى أبوظبي أول رحلة بحث استكشافية للغلاف الجوي تعتبر الأولى من نوعها في العالم، بمشاركة حوالي 30 خبيراً . ساهمت هذه الدراسة البحثية الهامة في توفير بيانات جديدة قيّمة للتعرف بشكل أفضل على جودة الهواء الساحلي والبحري وتغير المناخ على طول مسارها، حيث عبرت ثلاث قارات، أوروبا وإفريقيا وآسيا، ضمت مياه 25 دولة عبر ثمانية بحار إقليمية قطعت خلالها مسافة تزيد عن 10,000 كيلومتر.
علاوة على ذلك كانت الهيئة الأولى في المنطقة التي تقوم بقياس انبعاثات المركبات عن بُعد على طرق أبوظبي، باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة، من خلال استخدام تكنولوجيا متطورة لقياس الانبعاثات الناتجة عن عوادم المركبات، الحاصلة على براءة اختراع من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والتي تقيس الانبعاثات على الطرقات باستخدام أجهزة الكشف الآنية القائمة على الليزر.
وتنفذ الهيئة برنامج سمو الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي، الذي يعتبر جزءاً من رؤية حكومة أبوظبي لتكوين قطيع إقليمي يرفد جميع برامج إعادة توطين المها العربي في دول الانتشار والذي جاء للمحافظة على الإرث البيئي للمغفور له الشيخ زايد، والذي ساهم بزيادة أعداد المها في البرية، وتعزيز مكانة دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي في جهودها المتميزة في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يعد هذا البرنامج اليوم من أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، حيث ساهم في زيادة أعداد المها العربي في مناطق انتشاره بما في ذلك زيادة أعداده في دولة الإمارات التي تحتضن اليوم ما يزيد على 10 آلاف رأس، 5000 منها في إمارة أبوظبي، وهي أكبر مجموعة من المها العربي في العالم.
ونتيجة لجهود التعاون فيما بين دول الانتشار بالمنطقة وبالتنسيق مع الجهات والمنظمات البيئية الدولية، استطاعت دول الانتشار أن تخلد اسمها في سجل التاريخ البيئي العالمي من خلال النجاح في اكثار المها العربي واعادة توطينه في عدد من دول المنطقة العربية. ومن خلال سكرتارية المها العربي، والتي تستضيفها الهيئة، تكللت تلك الجهود الاقليمية بالنجاح الفريد من نوعه في العام 2011 عبر نقل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة للمها من فئة مهدد بالانقراض إلى فئة "معرض للانقراض".
كما حققت الهيئة نجاحات في رائدة في مجال إعادة توطين الأنواع، والتي تضمنت تنفيذ أكبر برنامج لإعادة توطين الثدييات، من خلال تنفيذ مشروع لإعادة توطين المها أبو حراب بجمهورية تشاد، وذلك بعد عقود من إعلان الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000 أن هذا النوع "منقرض في البرية". وبفضل هذا البرنامج وصلت أعداد المها (أبو حراب) التي تتجول بحرية في البرية في جمهورية تشاد حتى الآن إلى أكثر من 550 رأس، ويضم هذا العدد 30 عجلاً جديداً وُلدوا في البرية حتى الآن خلال هذا العام.